إبليس يصف الوضع والحالة في البلاد العربيَّة

إبليس يصف الوضع والحالة في البلاد العربيَّة

جلس في غرفته يلملم ملابسه وحاجاته في حقيبة على منضدة قريبة منه وعليها
استقالته موقَّعة ومختومة حسب الأصول، وبجوارها تذكرة سفر ذهابًا فقط إلى
جزر القمر!

كانت ملامح وجهه تنطق بالحزن والكآبة والإحباط واليأس وقلَّة الحيلة، مع
دهشة علته منذ مدَّة ليست بالقصيرة، ومع اعترافٍ بالعجز والفشل. (إبليس
راحلٌ عن بلادنا إلى غير رجعة. فيلفرح المؤمنون!):

وين يا مسهِّل؟ ليش عم بتضب أغراضك؟

يا أخ، ما بقالي قعدة عندكم. إلي سنين عاطل عن العمل، وقرَّبت أموت من
الجوع. ما معك سيجارة؟ أنا راحل ولن أترك فيكم لا سواس ولا خنَّاس.

كنت زمان وسوس للوحدة تترك ابنها يبكي وهي تحكي مع جاراتها. هلأ صاروا لحالهم يرموا أولادهم في الحاوية أوَّل ما يجوا.

كنت وسوس للواحد ينسى يسمِّي بالله قبل الأكل. هلأ بطَّل حدا يلاقي شي ياكلو! يا أخ حتَّى أنا إبليس تسمَّمت بالشاورما.

كنت كمان وسوس للشاب يرميلو كلمة عالبنت وهي ماشية بالشارع. صاروا البنات يرموا عالشباب كلام أنا نفسي أستحي أحكيه.

واحد يسرق 6 مليون عينك عينك يحبسوه 3 سنين في فيلاَّ عالشط. وتنين ينبشوا
في مكبِّ الزبالة بتضرب الشرطة النار عليهم. إنتو ما ناقصكم إبليس! صار
عندكم فائض في الفساد بكفِّي 30 سنة لقدَّام. صرت خاف على حالي منكم. يا
أخ مرَّات أضطر أوسوس بالمقلوب، وقول للمسؤول إرحم، وللحرامي بيكفِّي
خلِّي شويَّة للحراميِّة اللي رح ييجوا بعدك! يعني إذا إنتو لحالكون ما
شاء الله بتعملوا كل هالبلاوي، أنا إبليس شو أعمل؟ أشتغل شوفير تكسي؟ ولاّ
أفتح صالون حلاقة؟ ما باقي غير قدَّم للأوقاف يعينوني واعظ أو إمام جامع!

====

قرر إبليس أن يرحل عن البلدان العربيَّة

فزع الناس للخبر، وراحوا يسألونه ويتوسَّلون إليه أن يرجع عن قراره،
وعاهدوه أن ينصاعوا لأوامره ويلبُّوا كلَّ طلباته، ولن يعصوا له أمرًا.
لكنَّه أصرَّ على الرحيل. ذُهل الناس من هول المفاجأة، وقالوا متوسِّلين:
إلى أين أنت ذاهب؟ أين ستجد ناس مثلنا يكذبون ويسرقون ويقتلون، والأهم من
ذلك، لماذا أنت غاضب علينا؟

فردَّ إبليس بصوت فيه حسرة وقرف، وقال بصوت غاضب: إبعدوا عنِّي، إنتو ناس ما تستاهلوا شي.

الواحد منكم بيجيني شحَّاد وما معه ياكل، وأنا بعلِّمه كيف يغش بالامتحان
لينجح، وبعدين أعِّلمه كيف يسرق ويعيش عيشة متل الفل، وبعدين بعلِّمه كيف
يزوَّر الانتخابات، ويرشي حتَّى يصير نائب أو رئيس، وأوَّل ما ينجح، ويقعد
عالكرسي بتلاقيه علَّق يافطة مكتوب عليها: "هذا من فضل ربِّي

يسلمواا حبيبتي على الموضوع يالغلا وصادقه في كلامك

تقبلي تواجدي

اختك

حبيبة امهأأإ

اي والله هذه هي حالة الدنيا

مشكوره يا غاليه على المرور

موضوع روووووووووعه كروعة كاتبه
تسلمين أختي والف شكر